سيطرت حالة من الحزن على المنصات الرقمية في مصر، بعد إعلان العثور على جثامين 3 أشخاص من مدينة برج العرب بالإسكندرية، بعد أن خرجوا قبل أسبوع في رحلة صيد للصقور البرية بسيارتهم في صحراء مطروح شمال غربي مصر.

وكان حساب عبد المولى بوحتيته (شقيق اثنين من الضحايا) قد نشر عبر حسابه بفيسبوك قبل أيام نداء استغاثة، وقال “لليوم الخامس على التوالي لم نصل لأي معلومة حقيقية تفيدنا، فقدنا رمضان بوحتيته أبو مطير ونجله شاهين رمضان وشقيقه مساعد بوحتيته، وتم التواصل مع كل النقاط المجاورة وغير المجاورة لم نصل إلى أي خبر عنهم”.

على إثرها، أطلق أبناء القبائل بجميع مدن محافظة مطروح صيحات استغاثة مع تداول صور المفقودين على نطاق واسع عبر مواقع التواصل المختلفة، أملا في أن تساعد في عملية البحث عن الشبان المفقودين بعد انقطاع اتصالهم نهائيا مع ذويهم.

وشارك متطوعون في عملية البحث، التي لم تتوقف طيلة الأسبوع، بمئات سيارات الدفع الرباعي، فضلا عن خروج المئات من أبناء القبائل من مدينة الحمام حتى مدينة السلوم وواحة سيوة والعلمين.

وبعد عمليات البحث عن المفقودين، تداول عدد من المتطوعين في العملية صورا ومقاطع فيديو وثقت لحظة عثورهم على السيارة التي كانوا يستقلونها، إلا أنهم تفاجؤوا بعدم وجود الشبان بداخلها ونفاد الغذاء والمياه منهم.

وشكلت “آثار أقدام” الشبان طرف خيط بالنسبة للمشاركين في عملية البحث، ولم تمض ساعات قليلة حتى أعلنوا العثور على جثامين المفقودين الثلاثة من خلال تتبع آثارهم في موقع بعيد من مكان السيارة.

وقد تبين أن وفاتهم كانت نتيجة العطش والجوع، وقد جرى نقل الجثامين إلى مستشفى العلمين المركزي.

وكان 9 نواب بالبرلمان في محافظتي الإسكندرية ومطروح قد تقدموا ببيان عاجل لرئيس الوزراء، طالبوا فيه الأجهزة التنفيذية بالمساعدة في عملية البحث وتوفير الطائرات لتمشيط المنطقة، فضلا عن مساعدة فرق البحث للوصول إلى الشباب.

وبحزن تفاعل المتابعون مع الحادثة، ونقلوا صور ما قبل رحلة الصيد الأخيرة، وعلق أحدهم بالقول “هؤلاء قضوا نحبهم في الصحراء بعد أن تاهوا فيها وفقدوا الماء والطعام، وفقدوا كُل شيء، وضلوا الطريق” مقدّما التعازي لأهالي الضحايا سائلا الله المغفرة والرحمة لهم.

يشار إلى أن صيد الطيور البرية يعد إحدى الهوايات المفضلة للكثيرين من بدو مطروح الذين ينصبون شباكهم لصيد الطيور أو الخروج بسياراتهم إلى الصحراء في رحلات لاصطياد الصقور.

“الجزيرة”

By Lars