دخل الدين الإسلامي في سنة تسع من الهجرة بعد أن كان نصرانيًَا ، وأصبح أحد صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كما أنه روى الحديث الشريف عن النبي ، إنه الصحابي الجليل تميم الداري ، واسمه بالكامل هو “تميم بن أوس بن خارجة” ، ويُنسب إلى الدار وهو بطن من لخم ، ويُعرف بكنية “أبي رقية” ، ورقية هي ابنته الوحيدة.

مولده وإسلامه :
وُلد الصحابي تميم الداري رضي الله عنه في فلسطين ، وكان راهبًا وعابدًا نصرانيًا ، وحينما علم بأمر الإسلام واقتنع به ذهب إلى الرسول صلّ الله عليه وسلم المدينة من أجل أن يُعلن إسلامه في سنة تسع من الهجرة ، وقد عاش في المدينة حتى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، حيث انتقل بعد هذه الحادثة إلى الشام .

تميز تميم رضي الله عنه بورعه وتقواه وحسن إسلامه ، وكان مشهورًا بقيامه الليل وتلاوته القرآن الكريم ، وقد ورد في شعب الإيمان أنه كان يختم القرآن الكريم في كل سبع ، وكانت له اقتراحات مميزة حيث أنه هو من اقترح إضاءة المسجد بالقنديل والزيت ، حيث أن المسلمين كانوا لا يسرجون إلا بسعف النخل ، وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله “أول من أسرج في المسجد تميم الداري”.

أحد مواقفه مع النبي :
لقد ورد عن عكرمة قوله في أحد مواقف تميم مع النبي : لمّا أسلم تميم قال :”يا رسول الله ؛ إن الله مُظهرك على الأرض كلها ، فهب لي قريتي من بيت لحم ، فقال النبي : هي لك ” ، وكتب له بها ، ثم جاء تميم بالكتاب إلى عمر ، فقال : أنا شاهد ذلك ؛ فأمضاه ، وقد ورد عن زيد بن عامر قوله : قدمت على النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فأسلمت ، فقال النبي صلّ الله عليه وسلم لتميم الداري : “سلني” ، فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم ، فأعطاهنّ إياه ، وقال النبي صلّ الله عليه وسلم :”يا زيد سلني” ، قلت : أسألك الأمن والإيمان لي ولولدي ، فأعطاني ذلك.

بعض مواقفه مع الصحابة والتابعين :
هناك العديد من المواقف التي جمعت بين تميم وكبار صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث ورد عن حميد بن عبد الرحمن قوله أن تميم استأذن عمر في القصص سنين ويأبى عليه ، فلما أكثر عليه قال : ما تقول ، قال : أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر ، قال عمر : ذاك الربح ، ثم قال : عظ قبل أن أخرج للجمعة ، فكان يفعل ذلك ، فلما كان عثمان استزاده ، فزاده يومًا .

ومن مواقفه مع التابعين ما ذكره محمد بن عقبة القاضي عن أبيه عن جده في قوله : أتينا تميمًا الداري وهو يعالج عليق فرسه بيده فقلنا له : يا أبا رقية أما لك من يكفيك؟ ، قال : بلى ، ولكني سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول : “من ارتبط فرسًا في سبيل الله يعالج عليقة بيده كان له بكل حبة حسنة”.

روايته للحديث :
لقد روى الصحابي تميم الداري أحاديث شريفة عن النبي صلّ الله عليه وسلم ، ومن الأحاديث التي رواها قوله عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال :”الدين النصيحة” ، قلنا لمن؟ ، قال ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين” ، وكانت لتميم رضي الله عنه عبارات مميزة ومن أشهرها :”خذ من ذنبك لنفسك ، ومن نفسك لدينك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها”.

وفاته : توفي الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه سنة أربعين من الهجرة .

By Lars