تلقب بأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام ، وحدث اختلاف في اسمها ، فقيل أنه رميثة وقيل مليكة أو سهلة ، وتُكنى بالرميصاء أو الغميصاء ، وهي من الأنصار الذين بادروا إلى الإسلام ، وسابقوا غيرهم إليه .

زواج أم سليم :
كانت أم سليم مثلها مثل غيرها من الفتيات ، في عصر الجاهلية قبل أن يحل عليهم الإسلام ، تزوجت من رجل يدعى مالك بن النضر ، لم يكن مسلمًا بالطبع ، وبعد أن جاء الإسلام وهلّ على الأنصار ، وفد إليه الكثير منهم ، وكانت أم سليم ممن سبقوا إلى الدخول إلى الإسلام .

بدأت أم سليم ، تحث زوجها على اللحاق بقوافل المسلمين ، إلا أنه أبى ذلك ، ومن شدة غضبه خرج هربًا ، فالمدينة أصبحت آنذاك ، دارًا للإسلام ، وهو لا يقبل تلك الدعوة ، إلا أنه عقب أن اتجه صوب الشام ، هلك فيها .

ولعل هذا الموقف ينبئ عن شخصية قوية ، حيث اختارت أم سليم أن تتحول إلى الإسلام ، وهو مازال في بداياته ، وكان الاعتماد على كل ما يتعلق بشؤون المنزل ، ملقى على عاتق الرجل .

في هذا الوقت الفارق ، كانت المرأة قبل الإسلام ، لا تحصل على أية حقوق لها ، وبالتالي يعد موقف أم سليم ، رضي الله عنها ، هو دليل ثباتها وقوة عزيمتها ، وإقبالها على الإسلام ، ابتغاء مرضاة الله فقط ، مهما كلفها الأمر من تعب ، عقب رحيل زوجها .

لم يكن مالك بن النضر ، هو الزوج الوحيد في حياة ، السيدة أم سليم ، رضي الله عنها ، بل رزقها الله سبحانه وتعالى ، زوج آخر عقب أن دخلت إلى الإسلام .

فقد كانت أم سليم ، قد خُطبت لأبي طلحة ، وذلك قبل أن يدخل هو الآخر إلى الإسلام ، وأخبرته أنها ترغب به ولكنه من الكفار ، إلا أنها لن ترفض الزواج منه ، سوى بأن يكون مهرها هو إسلامه ، وبذلك تكون أم سليم ، هي أول امرأة تطلب مهرها إسلام زوجها .

كانت أم سليم هي السبب الرئيس ، في دخول طلحة إلى الإسلام ، ولهذا فقد كوفئت بما وعد رسول الله ، صل الله عليه وسلم من فضل كبير ، حيث قال ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم) .

أهم ملامح شخصية أم سليم رضي الله عنها :
تميزت شخصية أم سليم ، بالشجاعة والإقدام ، فكانت تذهب لتغزو مع رسول الله ، صل الله عليه وسلم ، ومن أشهر قصصها في مسألة الشجاعة ، هو أنها قد حصلت على خنجر ، يوم غزوة حنين ، فرآها أبو طلحة ، وذهب فأخبر النبي ، فسألها ما هذا الخنجر يا أم سليم ، فأجابته هذا حتى إذا اقترب مني أحد الكفار ، بقرت بطنه .

العلم والفقه :
روي في صحيح البخاري ، أن أهل المدينة كانوا قد سألوا ، عن موقف امرأة طافت ثم حاضت ، فقيل لهم تنفر ، فقالوا لا نأخذ برأيك وندع قول زيد ، فقيل لهم اذهبوا إلى المدينة واسألوا فيها .

فذهبوا إلى المدينة ، ولما بلغوها كان ممن سألوا ، أم سليم ، رضي الله عنها ، فأجابت ذاكرة حديث صفية رضي الله عنها ، عن قول النبي صل الله عليه وسلم ، حينما سألته حفصة بنفس الشأن ؛ أمام كنت طفت يوم النحر؟ قالت بلى ، فأجابها لا بأس أن تنفري .

وفاة أم سليم رضي الله عنها :
توفيت أم سليم عن عمر ناهز ، أربعين عامًا إبان فترة خلافة ، معاوية رضي الله عنه ، ورضي عن أم سليم وأرضاها .

By Lars